شوفوا هي البنت محسودة وكان لازم تلبس خرزة زرقاء علشان تبطل الحسد وتأخذ العين.. أو تعلق فردة صندل قديمة أو حدوة حصان شديدة الصدأ علي باب البيت والأكونت...
وكمان كان لازم تعلق رجل أرنب عازب علشان تجلب لها الحظ والسعادة هو إحنا عندنا كام ياسمين صبري اللي الشعب الفاضي الرايق ساب كل مشاكله وقاعد ياعيني يحسد ويقر على حياتها الزوجية اللي أعلنت عنها من ثلاثة أسابيع بس في برنامج "صاحبة السعادة " لإسعاد يونس .. إسعاد اللي دخلت هي وجمهورها عليها برجلهم الشمال فطلقت سيدة "السوشيال ميديا" الأولى في الوسط الفني، تلك السيدة التي أتحدى أن يذكر لها أحد دورًا هاما وقويًا ينم عن موهبة مؤثرة.
وقضيتي هنا ليست ياسمين صبري وألغازها التي يبدو أنها بلا نهاية، مثلما كانت بلا بداية لكن يعنيني الشعب المصري الحقود الذي أصبح وفقًا لنظريات مواقع التواصل الاجتماعي اللوذعية السبب في انفصالها عن زوجها الذي أعلنت زواجها منه للمرة الأولى لمن لا يعرف قبل عامين في برنامج "ممكن" لخيري رمضان.
كما أعلنت في برنامج أشرف عبد الباقي "عيش الليلة" قبل أسابيع قليلة عن مواصفات فتي أحلامها مما يعني أن خبر زواجها قديم، لكنها عندما ظهرت مع خيري رمضان لم تكن تملك هذا الحضور الإلكتروني القوي لذا لم يهتم أحد بالأمر.. وحتى عندما قررت الحديث عن فتى أحلامها لم يهتم أحد بأنه لا يوجد سيدة في الكون يمكن أن تتحدث عن مواصفات زوج المستقبل وهي في عصمة رجل آخر مما يؤكد أن طلاق الممثلة الناشئة تم منذ فترة.
وأعود وأكرر أن هذه السيدة وحياتها الخاصة لا تعنيني في شيء فهي ملكها، فقط استوقفتني هذه الأفكار الشاذة التي يتم الترويج لها علي مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الدين فيها.. فمن قال إن الحسد والحاسد يمكن أن يغيروا أقدار الله وكل شيء عنده بمقدار"وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب".. ومن سمح بتفسير آيات الحسد في القرآن وفي بعض الأحاديث بهذه المعاني الركيكة البعيدة عن العقل والدين؟؟
الحسد مرض قلبي يضر صاحبه قبل الغير حيث يكوي قلبه ينغص حياته بنيران حقده وكراهيته لنعم الله علي الغير ويمكن أن يفقده إيمانه بعدالة توزيع الله للنعم والأرزاق بسبب تطلعه لما أنعم به الله علي غيره.. والحقد والكراهية وتمني زوال النعم هي كل ما يملكه الحاسد.. وحتى إذا صادفت الرغبة المريضة لدي بعض الحاسدين وقوع ضرر للمحسود فهذا بأمر ومشيئة إلهية لا دخل لبشر فيها.
والسؤال لماذا لا نري حسدًا وحساد و"عوازل يفلفلوا" إلا في بلادنا التي نبحث فيها بكل اجتهاد عن شماعات نعلق عليها فشلنا وجهلنا.
لماذا تحسد ياسمين ولا تحسد كاميرون دياز أو ساندرا بولك؟
لماذا اعتبرنا طلاق الممثلة الناشئة عين وصابتها ولم يعتبر الغرب طلاق إنجيلينا جولي وبراد بيت كذلك؟
هل تعلمون السبب إنه الجهل القابع في عقولنا مهما ادعينا الثقافة والعمق.. عقلية القرون الوسطي في أوروبا التي تسيطر علينا.. وخلال هذه القرون كانوا يحرقون الساحرات ويفقعون أعينهن حيث كانوا يعيشون في مستنقع من الخرافة.. ويستمتع الكثيرون باستمرار المصريين في العيش في نفس المستنقعات من السحر والدجل والحسد التي ننفق عليها المليارات سنويًا.
وكنت أظن- وإن بعض الظن إثم- أنه عندما ستسنح الفرصة للمتعلمين في مصر بالتواصل مع بعضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن يحاولوا تغيير وتصحيح الكثير من أفكار أجدادنا البسطاء لكني وجدت أنهم أسوأ من أجدادنا الذين لم يستخدموا الدين في يوم كركوبة ليصلوا بأفكارهم للغير!
ومن حق الكثيرين منا أن يفعلوا ما يحلو لهم ويعيشوا في غياهب "الاشتاتا اشتوت" و يقبلوا التبخر ببودرة العفريت ويدفنوا "عرسة" علي باب البيت لجلب الرزق ويعلقوا خرزة زرقاء طالما قبلوا بذلك.. فقط ابتعدوا عن الإسلام فهو أقدس وأطهر من أن تحاولوا إلصاق أفكاركم المريضة به.. ولا يفوتني أن أؤكد عليكم أن تمسحوا "أكونت" ياسمين صبري بمياه وملح وتبعتوا لها بوست موحد بعنوان "حدرجا بدرجا من كل عين دارجة" علشان تحفظوها من العين ولا أراكم الله مكروها في عقل أنعم الله به علينا، لكننا نرفض استخدامه ونستسلم للتخاريف.
ليست هناك تعليقات :